واحد أم ثلاث – الثالوث

يجتهد الوسط المسيحي في توضيح قضية الثالوث بمختلف الطرق والوسائل وهذا بهدف إيصال رسالة الإنجيل بطريقة أوضح في سياق الشرق الأوسطي. لكن كل هذه الأمثلة التوضيحية المبتكرة عن الثالوث غير قادرة فعلا عن نقل وصف كامل لمن هو الله. الكتاب المقدس يقول “ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء! لأن من عرف فكر الرب؟ ومن صار له مشيرا؟” (رومية١١: ٣٤). إنه من غير المعقول أن ندّعي بأننا نعرف الوصف الكامل لله. نحن نعرف فقط ما أعلنه الله عن نفسِه في خليقته واهتمامه بها، وإعلانه عن نفسه في الكتاب المُقدّس على مراحل مُختلِفة. لا أكثر ولا أقل. فكل هذه التعابير التي نستعملها في الأوساط الدينية ليس أمور منزلة حرفيا بل هي تعابير الإنسان ليصف ما يتعلمه ويختبره مع الله. هل كنت تعلم بأن كلمة الثالوث غير مذكورة في الكتاب المقدس؟ إن عقيدة الثالوث لا تعنى مطلقاً أننا نؤمن بوجود ثلاثة آلهة كما يتوهم البعض. يقول قانون الإيمان المسيحي في سطره الأول بكل وضوح “نؤمن بإله واحد”

الايمان المسيحي لا يدّعي ما لم يعلن بالكتاب المقدس. ربما نختلف في التسميات والمفردات لكن علينا ألا نختلف في جوهر الموضوع. نعم الكتاب المقدس لم يذكر الثالوث ولكن ذلك لا يعني بأن مضمون الثالوث غير موجود فيه. لقد وصف لنا الكتاب المقدس الله (أعلن عنه) في ثلاث أقانيم، شخص الله الآب، شخص الله الإبن، وشخص الله الروح القدس. هم ثلاثة في واحد، دون انقسام في الطبيعة أو الجوهر. الأقانيم الثلاث متساويين وهم في شركة متناغمة، أزلية وأبدية. هذه العقيدة لم تستنتج بعد اجتهاد كبير من العملاء المسيحيين بل هي عقيدة واضحة ومعلنة في أسطر الكتاب المقدس

الثالوث عبارة تصف الله الواحد الأزلي في كيانه، بعقله وروحه، تماما كما أن الإنسان كائن واحد بذاته وبعقله وبروحه. إذا لا يوجد هناك انفصال لأقنوم عن الآخر، المسيح الابن يقول: “أنا في الأب، والأب في” (يوحنا١٤: ١١)، “أنا والأب واحد” (يوحنا١٠: ٣٠)

في حين أن كلمة “الثالوث” غير مذكورة حرفيا بالكتاب المقدس، إلا أن حقيقة الثالوث سائدة وهي جوهرية في الوحي الكتابي. لو كان لديك أي أسئلة وتريد التحدث مع شخص، نشجعك على التحدث عنها الآن عبر التشات مع أحد مرشدينا. التشات سري وخاص ونحن على استعداد لمناقشة أي موضوع مهما كانت صعوبته