يرى البعض أن الصلاة واجب ديني تقاس به المقامات الروحية. فالشخص الذي يصلي يعتبر شخص روحي. خاصة إذا كانت صلواته طويلة وجميلة. لكن الانجيل يعلمنا بأن ليست الصلاة الطويلة هي المسموعة والمرضية عند الله. فيمكن لصلواتنا أن تلمس قلب الله حتى عندما تكون بكلمات قليلة وبسيطة عندما تكون من القلب وبإيمان. ما يرضي الله هو ليس الصلاة بل الإيمان!
في الجهة المقابلة يعتقد البعض الآخر أن الصلاة هي وسيلة لكي نجعل الله يعمل ما نريده نحن على الأرض. فتتجه الأنظار الى النفس بدلا من الله. حسب الكتاب المقدس الصلاة هي وسيلة تنفيذ مشيئة الله وليس مشيئة الانسان. فحكمة الله تفوق حكمتنا البشرية مهما كانت صعوبة ظروفنا.
الصلاة بموقف حب الذات هو تكبر. وأما عدم الصلاة فهو دليل عدم إيمان وثقة في الله وكلمته. إذا نحن نصلي لنؤكد إيماننا بالله، ولنخضع مخططات حياتنا لمشيئة الله وبأنه سيفعل ما وعده في كلمته، وسيباركنا أكثر مما نطلب أو نفتكر (أفسس ٣: ٢٠). الصلاة هي الوسيلة الرئيسية التي نرى من خلالها عمل الله في حياتنا وحياة الآخرين. الصلاة هي إحدى وسائلنا للتغلب على إبليس الذي لا نقدر التغلب عليه بأنفسنا. سأل أتباع المسيح يوما سيدهم قائلين “علمنا أن نصلي”. أجابهم يسوع قائلا في مقدمة كلامه: مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: “أَبَانَا الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ”. (لو١١: ١) مقدمة المسيح في هذا المقطع تلخص العمود الفقري للصلاة. نصلي لأن الله هو أبونا السماوي. فكما يطلب الابن من أبيه نطلب نحن أيضا من آبانا السماوي. نطلب مشيئته بإيمان وثقة متوقعا أن نرى أمانته في كل ظروفنا. الله يسمع لصلواتنا ويقول “ادعني في يوم الضيق، أنقذك فتمجدني” (مزمور ١٥:٥٠).
هل أنت جاهز لطلب مشيئة الله والتكلم معه؟
هل لديك تساؤلات حول محتوى الصفحة؟
اكتشف كيف يمكنك أن تختبر السلام مع الله. إذا كنت ترغب في التحدث مع شخص، فنحن لدينا مرشدين في انتظارك للاستماع لك والاجابة على أسئلتك
