أنه إِنْ طَلَبْنَا شَيْئاً حَسَبَ مَشِيئَتِهِ يسْمَعُ لَنَا. وَإِنْ كُنَا نَعْلَمُ أَنَه مَهْمَا طَلَبْنَا يَسْمَعُ لَنَا، نَعْلَمُ أَنَّ لنَا الطِلْبَاتِ الَتِي طَلَبْنَاهَا مِنْهُ. (١يوحنا ٥: ١٤-١٥)
نعيش اليوم في مجتمع مهووس بتجنب الألم ونتوقع أن تكون هذه استراتيجية الله أيضا مع ظروف لحياتنا. فعندما نصلي ولا تتغير الأحوال من حولنا نتعجب وينتابنا شعور بالإحباط. لكن هل تكمن السعادة في استجابة الصلوات؟
قد تبدو الظروف خارجة عن إرادتنا لكنها لا تزل تحت سيادة الله. حتى لو انهار العالم فإنه بإمكان الله أن يخرجنا من هذه الظروف وهذا هو وعده في الكتاب المقدس. “ليكن حلمكم معروفاً عند جميع الناس. الرب قريب، لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر، لتعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل، يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع” (فيلبي ٤: ٥-٧). الله دائما يستجيب لصلواتنا. قد يستجيب الله لصلواتنا ويعطينا ما نطلبه. لكن في الكثير من الأحيان يستجيب لصلواتنا لكن بدون أن ندرك كامل مقاصده. أحيانا يقول لا ويعدنا بالأفضل، وأحيانا أخرى يدعونا الى الصبر وانتظار الوقت المناسب. وأخيرا وفي حالات نادرة، يستجيب الله بلا ونبقى نتجاهل السبب. أليس هو الله ونحن خليقته؟
علينا الوثوق بالله وقدرته على تولي أمور حياتنا بالكامل. هذا ليس إيمان أعمى كما يعتقد البعض بل هو الثقة بالله وما بمقدوره فعله. فالله يطلب منا أن نثق به وبشخصه وبحبه وبحكمته. قد لا نحصل دائما على الأمور التي نطلبها في الصلاة لكن يقدم الله دائما اقتراحات ومنافذ لمشاكلنا وأهم من كل شيء، يعطينا سلاماً تجاه أي موضوع. قال يسوع: “سلامي أترك لكم سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا، لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب” (يوحنا ١٤: ٢٧)
نأتي الى الرب دائما بأنانية ونريد منه ان ينفذ طلباتنا بالطريقة التي نريدها وبأسرع وقت. ولكن أخي العزيز، يريدنا الله أن نكون أقوياء بما فيه الكفاية وناضجين بما يكفي لمواصلة التقدم في خطته لحياتنا بغض النظر عن الظروف. الله يريدنا أن نلقي كل همنا عليه وبدون أي حسابات “ملقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم” (١بطرس ٥: ٧)