مثالي الأعلى – اتباع المسيح – Zawia360

مثالي الأعلى – اتباع المسيح

يتعجب أصدقائي الأجانب (الغربيين) عندما يتعرفون على طلاب تخرجوا من جامعات بلدي (بلاد من الشرق) ولكنهم لا يحصلون على عمل في الغرب أو حتى لا يطمحون لذلك بسبب قدراتهم المحدودة. ألم يكن من واجب الجامعة أو المدرسة أن تجهزهم لحياة العمل والنجاح؟ نعم من المفروض! تظهر لنا هذه الحالة أن الحصول على علامات جيدة في المدرسة لا يساوي دائما النجاح. النجاح في الامتحان ليس هو الهدف. الامتحانات هي فقط خطوة وآلية من الآليات الكثيرة التي يتم من خلالها تقييم قدرات التلميذ. تواجهنا نفس التحديات في الأوساط الإيمانية والدينية وفي حياتنا اليومية. يتعجب رجال الدين من السبب في عدم نمو المؤمنين في حياتهم حتى بعد انضمامهم للكنيسة بالإضافة الى عدم نضجهم حتى بعد حضور دروس تلمذة (أو دينية). لماذا لا تحسّن كل هذه البرامج حياة المؤمنين؟ لماذا يصارع المؤمنون في تطبيق التعاليم الكتابية عمليا في حياتهم اليومية؟ لماذا يعاني المؤمنون من الازدواجية؟ يحب المؤمن الرب يوم الاحد ويستمتع بالعبادة وثم ينحدر في تدهور مستمر باقي أيام الأسبوع. لماذا لا يختبر الكثير منهم الفرح الكامل؟  ألم يقول المسيح في الإنجيل “أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَل”. إذا، أين الخلل؟

برهنت الأبحاث الحديثة أن أفضل طريقة لاكتساب المعرفة هي من خلال دمج المواد الجديدة مع ما نعرفه مسبقا ومع اختباراتنا. يسمى ذلك بالتعليم الفعال.[1] فعندما تريد أن تتعلم بطريقة سريعة وفعالة اتبع المبادئ التالية:

  • ابحث على طرق لتطبيق ما تتعلمه في حياتك
    اعتمد على أمثلة من حياتك لتطبيق معلوماتك في سيناريو محدد
    شارك ما تتعلمه مع أصدقائك
    حاول الرد على تساؤلاتك وإيجاد حلول لتحدياتك اليومية من خلال ما تتعلمه
  • ألا يشبه هذا المنهاج منهجية المسيح مع تلاميذه؟ (راجع الآيات من الانجيل في يوحنا٢١: ١٥-١٧)

نميل إلى أن نرى الحياة من خلال نوافذ وعدسات متنوعة. نحسن إدارة وتصنيف أحداث وجوانب حياتنا في زوايا محددة وذلك بحسب التوقعات والمظهر الخارجي. لدينا زاوية العمل، زاوية العائلة، وزاوية الكنيسة. أليس هذا هو التديّن؟ لكن الله لا يرى حياتنا من زوايا متنوعة، وكأننا نرتدي قناع في كل سياق نوجد فيه. أغلبية شباب اليوم يرفضون مبدأ الأقنعة بل ويريدون تغيير حقيقي حتى رذا لم يكون مثالي. في عصر التواصل الاجتماعي الذي نعيشه اليوم، سنحتاج الى إعادة النظر في آليات التعلم السائدة في الأوساط الايمانية أكثر من أي وقت مضى. لا يريد شباب الجيل الالفي مسيحا لا يتعامل مع حياتهم اليومية. لا يريدون إنجيلا مربكاً. لا يريدون إنجيلا راديكاليا يوم الأحد وآخر هش لباقي أيام الأسبوع. هناك إنجيل واحد فعّال وهو إنجيل يسوع المسيح. ينتظر الشباب الألفين أن يكون المسيح في كل أجزاء حياتهم تماما كما يتمثلون بالمشاهير في حياتهم اليومية وذلك من خلال متابعة لأدق تفاصيل حياتهم. هذا الجيل يرفض التديّن الذي يصرّ فقط على تعديل سلوكهم. لا يريد المسيح أن تكون شخصا جيدا أو عضوا نشيطا في الكنيسة وفقط! يريد منك أن تكون وبكل اختباراتك وانتكاساتك ونجاحاتك، صديقا أفضلا، أبا أفضلا، عاملا مميزا، أما أفضل.[2] نفس الأسلوب يعتمده بولس تلميذ المسيح في الكتاب المقدس (على سبيل المثال كولوسي ٣: ١٨-٢٢). هذه هي التلمذة أو التابعية. لكي تكون تلميذ للمسيح أو تابع له يستوجب أن تأثر تعاليمه على كل جوانب حياتك. وحينئذ تقول ان المسيح هو مثالك الأعلى

لطالما يشكل تدريب وتعليم الأجيال المستقبلية تحدي كبير الا أني أؤمن أن مستقبل الكنيسة والعالم مشرق بسبب مساهمات الألفيين. أنا أضمّ اليوم صوتي الى الجيل الألفي. لا تهمني الألقاب والعناوين بقدر ما يهمني أن يكون المسيح مثالي الأعلى. أريد أن أكون “تابع للمسيح”. لا أريد أن أنجح في تلبية التوقعات الكنسية والمؤسساتية بدون أن أتمثل بالمسيح. لا أريد معلما بل مدربا. لا أريد علامات بل ثمار. لا أريد منصبا بل دورا. لا أريد أداءا بل تغييرا. وحينئذ يمكنني ان أقول بكل فخر “المسيح هو مثالي الأعلى”

هل اتخذت قرار بأن تتبع المسيح بسبب ما قرأته هنا؟ بإمكانك الآن التمتع بسلسلة من المقالات على موقعنا التي ستساعدك للنمو في إيمانك والتمتع بحياة مجددة مع الله

[1] https://bounian.com/
[2] https://www.sagu.edu/thoughthub/8-tips-for-discipling-millennials-part-1

هل لديك تساؤلات حول محتوى الصفحة؟

اكتشف كيف يمكنك أن تختبر السلام مع الله. إذا كنت ترغب في التحدث مع شخص، فنحن لدينا مرشدين في انتظارك للاستماع لك والاجابة على أسئلتك

Chat Agent2