كانت الصور تقع من على الحائط وأبواب خزانات المطبخ تنفتح وحدها. يرن جرس الباب ولا يوجد أحد بالخارج. نشأت في بيئة يسودها الخوف وسط أسرة تجتاحها الخبرات الفائقة للطبيعة. في بحثها عن إجابات، اعتنقت أمي عالم الشعوذة والسحر حيث أنها اقتنعت أننا وقعنا ضحية سحر وأن شخصاً ما أطلق لعنة على الأسرة بسبب كل الخبرات السيئة التي تعرّضنا لها.
في مراهقتي، اتّبعت خطوات والدتي نحو السحر. أردت إجابات وكنت بحاجة لإرشاد أياً كان شكله. بطاقات التارو، قراءة الكف والمستقبل… قضيت حياتي الشبابية مسجونة ويائسة. كنت تائهة. في المحاولة لاستعادة السيطرة على حياتي، تعلّمت قراءة بطاقات التارو وبدأت في ممارسة العرافة، إلا أنني لم أجد الإجابات التي أبحث عنها ولم أتمكن من الهروب من الخوف والظلمة المحاطان بحياتي. علِمتُ أن الشيطان يرافقني طوال هذا الوقت. كنت أشعر بحضور مظلم وذلك كان ينعشني لطالما أردت هذا الشعور بشدة لأني كنت مستنزفة تماماً وكنت في وضع سيء للغاية.
كبرت وتزوجت ثم أنجبت طفلة لكن الظلمة الروحية تبعتني وأصبحتْ مرئية حتى لطفلتي الصغيرة. فجأة بدأت تشير لشيء ما من مكانها وتقول: “وحش”. “الوحش قريب مني، الوحش لمس قدماي”، وكانت تحاول الابتعاد عما كانت تراه أياً كان هذا الشيء. وأدركت هول الموقف وتساءلت ما هذا؟ كنت قلقة جداً ولم أستطع النوم ليلاً. بدأتْ حينها تتضاعف المقابلات مع الأرواح الشيطانية وبل وزادت حدّتها في حياتي وحياة ابنتي. كنت أرى علامات ليدين على جسدها. ثم تفاقمَ الأمر لعلامات عض. كان الوضع مرعبا!! ابتدأت أخاف عن حياة ابنتي. كنت أتسأل ماذا أفعل؟!
لم أكن أؤمن بالله في ذلك الوقت وكان زوجي يقول: “تحتاجين أن تصلي”. فأقول: لن ينجح الأمر، كيف ستفيدني الصلاة؟
ذات يوم، في يأسي ولعدم وجود حلول أخرى، طلبتُ الصلاة من عمتي – وكانت عمتي مؤمنة بالسيد المسيح- وصلّت مع كل مَن في المنزل من أجلي وشعرت بفيض غامر من السلام. قلت حينها لزوجي أني اختبرت شعوراً رائعاً، شعور مليء بالسلام. لكن بينما يصلون، انفجر مصباح في غرفة أخرى من المنزل. شيء ما لم تعجبه الأمور الجيدة التي تحدث في هذا المنزل. بعدها سألني عمي: “هل تريدين قبول المسيح في حياتك”؟ فكرت في الأمر وقلت: “نعم، سأفعل أي شيء لأساعد ابنتي”. في ذلك اليوم، دعاني عمي أن أردد الكلمات وصليت صلاة التوبة وطلبت الغفران. شعرت بسلام غامر وكنت متأكدة، بعد ما صليت، أن حياتي ستتغيّر. كنت متأكّدة! لم أفهم بالتمام ما يحصل لكني علمت أن ما فعلت كان عظيماً.
بمرور أسابيع فقط بدأت الأشياء تتغير في حياتي. بدأ الله يملئني بالروح القدس ومنحني فرحاً عظيماً. في تلك اللحظة تأكدت أن هناك أمراً فائقاً للطبيعة يحدث في قلبي. بعد كل ما مررت به واختبرته وكل المعاصي التي ارتكبتها فجأة يظهر الله في حياتي ويقول “ريم أنا أحبِّك”. إنه شعور مذهل، شعور غامر بالحب والسلام والفرح وكل ما هو صالح. ذلك لا يأتي إلا من الله.
منذ اليوم الذي دعيت فيه المسيح لحياتي، استبدلت الظلمة الشيطانية التي أحاطت بحياتي بنور الله وحضوره. أشعر أني خليقة جديدة بالكامل وهذا أمر مذهل بالنسبة لي، لأني لم أظن أبداً أني سأشعر شعوراً مختلفاً عمّا اعتدت. بقيت في الظلمة وقتاً طويلاً جداً ووجود هذا النور في حياتي هو أعظم وأروع وأحلى شعور في العالم ولن أتخلّى عنه مهما كانت الأسباب ولن أعود أبداً لما سبق.