حبك يناديني: هلمّ إليّ – Zawia360

حبك يناديني: هلمّ إليّ

وُلِدت في إيران. كنتُ طفلة كثيرة التفكير وجادة. كنتُ وأنا صغيرة أؤمن أنَّ كل الأديان متساوية بعض الشيء، وأنها من صُنع الإنسان، وجدت لتسدد احتياجاتنا. لكن لم أصنف نفسي ضمن من يحتاجونها.

كنتُ أحب والدي بشدة، وكنتُ أشعر أنه كان هو أيضًا يحبني بشدة. لكن في نفس الوقت، كان والدي شديد المشغولية ولم يكن متواجدًا في البيت كثيرً. كنتُ أعرف أنه يحبني، ولم أشك في ذلك، لكني لم أكن متأكدة إنْ كنتُ جيدة بالكفاية لأكون ذات قيمة. فتعلمتُ أن أجتهد لكي أكون محبوبة.

عند سن المراهقة، تأصَّل في أعماقي إحساس عميق بالوحدة بسبب طلاق أبويَّ. انتقلتُ حينها أنا وأختي وأمي إلى الغربة، وبقي أبي في إيران. كان تواصلنا محدودًا وخاصة بعد الثورة، حيث أصبح كل شيء شبه مستحيل. وهكذا أصبح بيننا عالمًا كبيرًا.

دخلت في دوامة من الشكوك والحيرة ولم أستوعب ما قد حدث. ما استنتجته بسبب ذلك هو أنَّ أبي لم يكن مهتما، فإنْ أراد أن يكون هنا، لكان وجد طريقة للوصول إلي. وهكذا فقدتُ عائلتي، وفقدتُ بيتي، وفقدتُ لغتي. اتخذتُ عهدًا حينها أني لن أتطلق مهما كان الثمن، لأني رأيتُ عواقب الطلاق في حياتي.

بدأتُ حياتي الجديدة في الغربة ودخلت مدرسة داخلية للفتيات. بينما كنت أقرأ روايات في المدرسة، وفي يوم من الأيام وقعت على قصة رائعة. كانت تسرد القصة حياة شخصية مرفوضة منذ طفولتها بدون أيّ ذنب من ناحيتها، وثم يُعجَب بها في الأخير شخص قوي وطيب ومشهور. كانت هذه هي القصة التي كان يتوق لها قلبي. كانت حياتي كلها هي بحث عن تسديد هذا الاحتياج العميق، هذا الاحتياج الجوهري لشخص يراني بالضبط كما أنا ويحبني. شخص أكون في عينيه ذات قيمة، وأستحق أن يسعى ورائي وأن يحبني.

قابلتُ شابًّا ووقعنا في الحب بسرعة. وفي خلال سنوات قليلة ابتدأت المشاكل تتصاعد وبدأت علامات عدم النضج تظهر على زواجنا. في الأخير انتهى ذلك الزواج، ووصلتُ إلى حالة من السواد. لقد ثبت فشل نمط الحياة الخاصة بي. لطالما قلت “إنْ كنتُ جيدة بالكفاية، أو ذكية بالكفاية، إنْ اجتهدتُ بالكفاية، إنْ بذلت ما في وسعي، سأكون سعيدة”، وهذا لم ينفعني.

ذات ليلة رأيتُ السيد المسيح في حلمي، رغم أني لم أكن قد سمعت أبدًا بالإنجيل، ولم أقرأ الكتاب المقدس من قبل. لكن ما كان مذهلًا بشأن الحلم هو أني كنتُ أعرف بقلبي أنه ابن الله. كنتُ أعرف ذلك بالتأكيد. وحين اقترب مني، نظرتُ لعينيه، ورأيتُ فيهما شيئًا لن أراه أبدًا في هذه الدنيا. هذا الكمّ من الحب الذي وضعه على الصليب، وعُمق القوة التي صنعت النجوم، كانا ظاهرين في عينيه. وقعتُ على رُكْبَتَيَّ لأني لم أعد أقدر على الوقوف وأشار لي بيده وعرفتُ أنَّ هذا يعني: اتبعيني.. ولم يكن يقصد اتبعيني لبضع خطوات، بل كان يقول: اتبعيني.  كنتُ سأفعل أيّ شيء لمواصلة الحلم! استيقظتُ من حلمي وأنا ما زلتُ غير مسيحية. كنتُ لا أزال لا أعرف ما هو الإنجيل حيث أن السيد المسيح نفسه لم يخبرني بالإنجيل. لكني استيقظتُ وعندي سلام لا يتزعزع.

بسرعة جدًّا بعد ذلك أحاطني الله بمؤمنين مسيحيين. كانوا جميعًا يدعونني للكنيسة، ويدعونني لدرس الكتاب المقدس ولأول مرة في حياتي، بدأتُ أسمع الإنجيل، وأقرأ الكتاب المقدس. فقلتُ لنفسي: ما كل هذا؟ أتعلم، أعطني قائمة بما هو مطلوب مني وما هو ممنوع فتستقيم حياتي. هذا ما كنت أبحث عنه. لم أفهم الأمور بعد. لكني كنتُ أشعر بأن الناس الذين حولي، كانوا مختلفين.

كان هناك قس عجوز، وفي يوم من الأيام توجه نحوي وقال: متى ستأتين للمسيح يا (سيرا)؟ وكنتُ أفكر أن أقول له أي شيء للهروب من السؤال. ففتحتُ فمي لأرد عليه، لكن أتعرف ماذا خرج من فمي؟  ما خرج من فمي كان: “أنا أؤمن بالفعل”. وحين خرجَت تلك الكلمات من فمي أدركتُ أني أؤمن بالفعل بالسيد المسيح. لقد طلب مني أنذك أن أتبع المسيح نفسه. وها أنا أفعل ذلك كل يوم من كل قلبي.

الله أعظم من كل البشر. إنه ملك الملوك. إنه السيد، لكنه يسعى وراءنا. نظر إلىّ، أنا، تلك الفتاة المعيبة، البسيطة، المذنبة، ورأى جمال خليقته فتحنن عليَّ. ليست قيمتي فيما أفعله. قيمتي هي أنَّ المسيح يدعوني محبوبته.

عزيزي القارئ، تذكر اليوم بأن الله يناديك “تعال إلي، أنا أحبك”، وأن قراءتك لهذا المقال ليس بمحض الصدفة. اليوم بإمكانك أنت أيضا أن تختبر السلام مع الله. إن كنت تريد أن تسأل عن كيف يمكنك أن تصبح مؤمن بالمسيح، راسنا عبر الشات أو الماسنجر. سلام

هل لديك تساؤلات حول محتوى الصفحة؟

اكتشف كيف يمكنك أن تختبر السلام مع الله. إذا كنت ترغب في التحدث مع شخص، فنحن لدينا مرشدين في انتظارك للاستماع لك والاجابة على أسئلتك

Chat Agent2