كان الشاب متحمسًا، ومليئًا بالطاقة، وذا دافع قويّ. كان عاقد العزم أن يكون مخْلصًا لقائده مهما كانت التكلفة. كان واثقًا من قدراته، فقال متفاخرًا: \”وَإِنْ شَكَّ فِيكَ الْجَمِيعُ فَأَنَا لاَ أَشُكُّ أَبَدًا
لكن بعد ذلك ببضع ساعات طأطأ هذا الشاب رأسه في خزي حين سمع صوت صياح ديك. فهو لم يتخلَ فقط عن قائده، بل أنكر أيضًا ٣ مرات أنه يعرفه. ما اعتقد بطرس أنه لن يحدث أبدًا أصبح حقيقة
قمنا بتربية ابنتينا على محبة الله. كنتُ متأكدة أنهما إنْ تزوجا رجلين مسيحيين شابين نشيطين، فحتمًا سيعيشون في سعادة دائمة. لن تختبر ابنتاي الطلاق. لكن بمرور الوقت، واجه زواجهما مشاكل كبرى، وحصلت كلتاهما على طلاق يكسر القلب ويدمره. ارتدت مشاعري إلى الاعتراض. ما اعتقدتُ أنه لن يحدث أبدًا أصبح حقيقة
كم واحدًا منَّا قال إنَّ موقفًا معيَّنًا لن يحدث له أو لمن يحبه: إدمان الكحوليات، أو المواد الإباحية أو المخدرات، أو الإساءة الجنسية، أو الطلاق، أو مرض بلا علاج، أو سلوكًا إجراميًّا، أو يصبح أحدهم في عداد المفقودين، أو علاقة غرامية؟ تطول قائمة هذه الأمور التي نتمنى ألا تحدث لنا ونرفض أن نقبل أن تحدث لنا شخصيًا أو لأفراد أسرتنا، لكنها تحدث
تساهم عوامل كثيرة في السيناريوهات المذكورة سابقًا، لكن إليك عامل بعينه: نحن في حرب روحية جدية. ليس هذا خيالًا أو مخيلة المتعصبين. إنها حقيقة
فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ. أفسس ٦: ١٢
إنَّ عدونا الشيطان وملائكته، رغم أنهم مخلوقات، إلا أنهم أكثر مكرًا وقوة منَّا وليس لديهم إلا خطة واحدة في أذهانهم، وهي التدمير. إن الشيطان يريد أن يدمر الإيمان، والزيجات، والعائلات، والناس. وحتى يحقق خطته، يضع فخاخًا بمكر، وينتظر الفرصة المثلى، وينقض على ضعفاتنا
من السهل علينا أن نكون مشغولين ومنشغلين بالحياة، وأن نكون واثقين في ذواتنا. لكن حين يحدث هذا الأمر، نتخلى عن حذرنا، ويصبح أمام عدُّونا باب مفتوح ليهجم منه. والنتيجة هي أنَّ تأخذ الحياة منحنى غير متوقع ونصبح مثل بطرس حين اختبر أنَّ \”أبدًا. أصبحت حقيقة. في ذواتنا، نحن لسنا ندًا لعدُّونا
لكن الخبر السار هو أنه ليس علينا أن نتكل على أنفسنا. عندنا يسوع الذي يعيننا :يعقوب ٤: ٧ كما أنَّ الله أعطانا الدرع الروحي اللازم والسلاح الذي يستطيع أن يهزم أيّ شيء يلقيه عدُّونا في طريقنا. هذا السلاح هو كلمة اللهُ، وعلينا أن نحفظها في قلوبنا وعقولنا، فيكون السلاح مشحوذًا ومستعدًا للعمل: أفسس ٦: ١٣-١٧
رغم كون عدُّونا قاسٍ، فعلينا ألا نخاف. وما نحتاجه هو أن نأخذ الحرب بجدية، وألا ننسى أنَّ لنا عدُّوًا. وعلينا أن نتعلم أن نلبس يوميًّا السلاح الروحي
بينما يقترب الاختطاف، يتقوى عدُّونا أكثر. فلننتبه لتحذير بطرس لنا: اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ ١ بطرس ٥: ٨
يجب أن نطالب بالنصرة التي من حقنا
وَلكِنَّنَا فِي هذِهِ جَمِيعِهَا يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِي أَحَبَّنَا رومية ٨: ٣٧