لماذا نحلم؟
يعطينا الله أحلاماً ورؤى لكي يتكلم إلينا من خلالها، فهي تنقل لنا رسالة من السماء إلى الأرض. يعطينا الله كل حلم بصورة شخصية ويستخدمه لكي يتكلم إلينا بطرق مختلفة ولأغراض مختلفة. فالله يعلن لنا خططه وأهدافه من خلال الأحلام والرؤى. ويرينا الله أشياء في المستقبل لأنه يريد أن يمنحنا رؤية واضحة لما هو أبعد من الوضع الحاضر.
كما أنه يعطينا أيضاً أحلاماً لكي نرى ونسمع استجابته لصلواتنا؛ فالأحلام وسيلة لجلب حلولاً يسودها السلام لجوانب حياتنا التي تعاني من المشاكل. فالأبرار يتلقون تحذيراً مسبقا بشأن المستقبل من خلال الأحلام والرؤى مما يمنحهم وقتاً كافياً للاستعداد ولتهيئة ذواتهم للنجاح والتقدم. لهذا يبدو أن أحلام الأبرار تتأخر بينما أحلام الأشرار تحدث بسرعة.
الله يعلن عن ذاته وكلمته ومسحته وملائكته وتعتبر الأحلام والرؤي حاويات لخطته في أرواحنا، فتقوم أرواحنا بتسجيل الأمر ولهذا نستطيع أن نتذكر الأمور الروحية عندما نكون في احتياج لها. تمطر الأحلام حكمة سماوية على قلوبنا المفتوحة والمستعدة لقبول علم الله المذخّر.
الله يخبرنا بالإيجابيات التي يراها فينا كما أنه سيرشدنا لكي نأخذ القرارات المناسبة من خلال الأحلام ولهذا فقد قصد أن نعرفه أكثر من خلال عملية اكتشاف معنى الأحلام.
تكشف الأحلام أموراً مخفية لكي تلهمنا لنكون أفضل أو لتحمينا من الخطر أو لكي تعلن لنا أموراً في العالم من حولنا. الله يقودنا من خلال دورة من الأحلام الكاشفة لكي نبني جسراً انتقالياً. يحدث هذا التواصل عندما تصبح الأحلام حلقة وصل ما بين حكمته المتناهية وتفكيرنا المحدود.
الأحلام لها القوة أن تأخد صاحب الحلم لما هو أبعد مما هو سطحي لتصل به إلى أمور الله العميقة وإلى العالم الآخر حيث تصبح الكلمات التي يخلقها الله روح وحق. نجد إجابات للأسئلة المتعلقة بالحياة في أحلامنا. الأحلام تعيد لنا الصحة من خلال العلاقة الحميمة مع الله.
تفسير الأحلام
يستلزم الأمر الكثير من الممارسة لكي نطور مهارات فهم لغة الأحلام والرؤى الروحية. وهنا يجب أن نتكل على الروح القدس كالمصدر الوحيد لهذا الإعلان ولفهم الأحلام والرؤى واكتساب الحكمة لمعرفة التطبيق الصحيح، فالله يكشف لنا أسراره.
يخبرنا الكتاب المقدس في حبقوق الأصحاح الثاني عن أحد الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع الأحلام: أن نكتب الرؤى ونجعلها واضحة وبسيطة لأن الحلم هو لموعد محدد، فعلينا ان ننتظر ذلك الوقت. تقول الأعداد من ١-٣: \”على مرصدي أقف وعلى الحصن أنتصب وأراقب لأرى ماذا يقول لي وماذا أُجيب عن شكواي. فأجابني الرب وقال اكتب الرؤيا وانقشها على الألواح لكي يركض قارئها لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد وفي النهاية تتكلم ولا تكذب. إن توانت فانتظرها لأنها ستأتي إتياناً ولا تتأخر.\”
إن الخطط والحكمة والاستراتيجيات التي نراها والحديث الذي نسمعه لابد أن نرفعه مرة أخرى لله في الصلاة بمجرد أن نستيقظ. فالصلاة ستجعل الأحلام الجيدة تتحقق والأحلام السئية تتحطم.
الأحلام التي نتحاور فيها مع الله تجعلنا نكتسب حكمة كما أنها تعلن لنا الخطوات التي يجب أن نتخذها والكلمات التي يجب أن نرفعها في الصلاة لكي نخلص من الدمار. الأحلام تعلن خطط الله لكي نتعاون مع مقاصده لحياتنا.
عندما تدخل روح الحكمة في قلوبنا، تجلب معها المعرفة التي تتفق مع نفوسنا، ويصبح التمييز مثل حاجز الآمان الذي يحمي قلوبنا كما أن الفهم الروحي يحمينا ويخلصنا من مكايد العدو. عندما نكتسب الحكمة ستساعدنا حتى نكتسب المعرفة أيضاً.
بقلم باربي بريثيت