الصلاة هي شركة مع الله. انها أكثر علاقة حميمة وقريبة يمكنك أن تحصل عليها مع الخالق.
ليست الصلاة ألاعيب سحرية، أو تدويراً لعجلات الصلاة، أو القراءة من قائمة معيَّنة، أو طلبًا لحدوث أمور معيِّنة. إنها علاقة شركة \”غَمْرٌ يُنَادِي غَمْرًا\” (مزمور ٤٢: ٧). ففي الصلاة، تكون أعماق روحك في اتصال مع أعماق روح الله. ومن هذه الشركة تأتي التوجيهات أو الإرشادات أو التثقل للتضرع لأمور معيَّنة.
يقول الرسول بولس: \”لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا\” (رومية ٨: ٢٦). هناك أوقات لا نقدرفيها على إصدار إلا تأوهات بلا كلمات لأننا لا نعرف كيف نصلي بشأن أمر معيَّن.
نستطيع أن نتعلم الكثير من الصلاة النموذجية الواردة في متَّى ٦: ٩-١٣، والتي ندعوها الصلاة الربانية. إنْ أردنا وضع بناء للصلاة، فيجب أن نبدأ بالاعتراف بمن نتكلم معه؛ الله، أبينا. ويجب أيضًا أن نُضمِن في صلاتنا السجود والعبادة: \”لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ.\” يجب أن نمجد اسمه ونسجد له، ونعبده هو.
ثم لا بد أن نهتم بنمو ملكوته. نطلب أن يأتي الناس ليعرفوه ويخضعوا له. \”لِيَأتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنَ مَشِيئِتُكَ، كَمَا فِي السَّمَاءِ، كَذَلِكَ عَلَى الأرْضِ.\” بعد اسم الرب وشخصه، أهم شيء في الصلاة هو امتداد ملكوت الله.
بعد ذلك، نطلب من الله خبز يومنا؛ ما نحتاجه لنستمر في عمله. ربما يكون هذا مالًا، أو سيارة، أو طعامًا، أو ملابس، أو بيتًا، أو ميزانية ضخمة لخدمته. فربما يكون الطلب نقودًا لإطعام الفقراء أو ربما يكون أمورًا أخرى عديدة. نحن نطلب منه أن يعطينا \”الخبز\” اليومي الذي يكفينا.
هذا هو جزء التوسل لله. الجزء الأول من الصلاة هو التسبيح، والثاني هو التشفع من أجل الآخرين، والثالث هو التوسل، حين نطلب تسديد احتياجاتنا.
أَخيراً، نطلب حماية الله: أن لا نُقاد إلى التجربة وأن يحمينا الله من الشر. نطلب منه أن يبقينا في طريقه، حتى نتغطى بقوَّته ومسحته ولا نخضع لتأثيرات الشيطان.
يجب أن نتذكر أنَّ الصلاة متأصلة في الغفران. \”وَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا كَمَا نَغْفِرُ نَحْنُ أَيْضاً لِلْمُذْنِبِينَ إِلَيْنَا.\” فعلاقة شعب الله به هي بسبب الغفران المستمر. فإنْ أردنا رؤية معجزات، يجب أن نكون على استعداد أن نغفر للآخرين، كما أنَّ الله على استعداد ليغفر لنا.
يجب على أتباع الله أن يتحلوا دائمًا بفكر الشركة معه. يُمكِن أن نصلي في كل الظروف (انظر مزمور ٤: ٤ و٥: ٣، دانيال ٦: ١٠، أعمال ٢١: ٥، ١ تسالونيكي ٥: ١٧).
في حياتي الشخصية، بينما تمر الأحداث، ربما أجد نفسي أتكلم مع الله، أريد أن أعرف شيئًا ما، أو أطلب منه النصيحة والمشورة، أو الرضا والبركة. هكذا يجب أن تمتلئ حياة المؤمن بالصلاة. بالإضافة لذلك، يجب أن نخصص أوقات معينة، مرة واحدة في اليوم على الأقل، للصلاة وقراءة كلمة الله.
حين نقرأ الكتاب المقدس، علينا أن نصلي، ونعبد الرب، ونتكلم معه عن احتياجاتنا، ونستمع لإجاباته. يجب أن يكون هذا وقتًا للشركة بين روحين كنمط يومي لحياتنا كل يوم.