يهتم الله بحياتنا الروحية و حياتنا الجسديّة. لقد خلق الجسم البشري، وهو يُسَرّ حين نتمتع بصحة وقوة. لكن في هذا العالم تتحمل أجسادنا المرض، والألم، والاضمحلال. ونحن فعلاً نسيء إلى أجسادنا أحياناً، لكن في الأغلب لا نعرف، لماذا؟ ولا يعدنا الله أننا سنعرف، لماذا؟
يحدث الشفاء أحيانًا بشكل دراميّ. فالأناجيل مليئة بقصص شفاء يسوع للكثير من أنواع الضعف الجسدي. وكذلك فعل تلاميذه، الذين وعدهم أنهم سيفعلون نفس الأعمال التي عملها هو
ما زال الله يشفي شعبه بطرق تتحدى المعرفة الطبية. لذلك نستطيع دائمًا أن نصلي طالبين الشفاء، سواء أكان هذا لأنفسنا أو للآخرين. كما يشجعنا الكتاب المقدس على أن نصلي من أجل كل ما نحتاجه
لكن الشفاء لا يحدث على الدوام. لماذا؟ لا نعرف. لكن الكتاب المقدس يعدنا أننا إنْ لم نُشفَ في هذه الحياة، فهناك شيء أعظم ينتظرنا بعد الموت
اِشْفِنِي يَا رَبُّ فَأُشْفَى. خَلِّصْنِي فَأُخَلَّصَ… إرميا١٧: ١٤
لأَنِّي أَرْفُدُكِ وَأَشْفِيكِ مِنْ جُرُوحِكِ، يَقُولُ الرَّبُّ إرميا ٣٠: ١٧
ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ حَتَّى يُخْرِجُوهَا، وَيَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ متَّى ١٠: ١
تخبرنا الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس عن المواهب الروحية، وواحدة منها هي الشفاء: \”وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ. وَلكِنَّهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ يُعْطَى إِظْهَارُ الرُّوحِ لِلْمَنْفَعَةِ. فَإِنَّهُ لِوَاحِدٍ يُعْطَى بِالرُّوحِ كَلاَمُ حِكْمَةٍ، وَلآخَرَ كَلاَمُ عِلْمٍ بِحَسَبِ الرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ إِيمَانٌ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ، وَلآخَرَ مَوَاهِبُ شِفَاءٍ بِالرُّوحِ الْوَاحِدِ. وَلآخَرَ عَمَلُ قُوَّاتٍ، وَلآخَرَ نُبُوَّةٌ، وَلآخَرَ تَمْيِيزُ الأَرْوَاحِ، وَلآخَرَ أَنْوَاعُ أَلْسِنَةٍ، وَلآخَرَ تَرْجَمَةُ أَلْسِنَةٍ. ١ كورنثوس ١٢: ٦–١٠
وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجَسَدُ الْمَسِيحِ، وَأَعْضَاؤُهُ أَفْرَادًا. فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا فِي الْكَنِيسَةِ: أَوَّلاً رُسُلاً، ثَانِيًا أَنْبِيَاءَ، ثَالِثًا مُعَلِّمِينَ، ثُمَّ قُوَّاتٍ، وَبَعْدَ ذلِكَ مَوَاهِبَ شِفَاءٍ، أَعْوَانًا، تَدَابِيرَ، وَأَنْوَاعَ أَلْسِنَةٍ. ١ كورنثوس ١٢: ٢٧– ٢٨
في إحدى الرسائل يتكلم بولس عن \”شوكة في الجسد.\” وقد كان بولس رجل إيمان، لكنه لم يُشفَ من هذه العلة، ولم يعرف لماذا. ومع ذلك نرى بوضوح أن بولس في هذا الموقف تقبل الأمر: \”مِنْ جِهَةِ هذَا تَضَرَّعْتُ إِلَى الرَّبِّ ثَلاَثَ مَرَّاتٍأَنْ يُفَارِقَنِي. فَقَالَ لِي: «تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لأَنَّ قُوَّتِي فِي الضَّعْفِ تُكْمَلُ». لِذلِكَ أُسَرُّ بِالضَّعَفَاتِ وَالشَّتَائِمِ وَالضَّرُورَاتِ وَالاضْطِهَادَاتِ وَالضِّيقَاتِ لأَجْلِ الْمَسِيحِ . لأَنِّي حِينَمَا أَنَا ضَعِيفٌ فَحِينَئِذٍ أَنَا قَوِيٌّ. ٢ كورنثوس ١٢: ٨ – ١٠
كل مَن نال الشفاء في حياته مات. حتى لعازر، الذي أقامه يسوع من الموت، مات ثانيةً. ولا يقدم الكتاب المقدس وعدًا أنَّ أجسادنا الحالية، مهما كانت حالتها، ستبقى صحيحة أو تدوم للأبد. في الواقع، يقدم الكتاب المقدس وعدًا بشيء أكثر مجدًا، جسد جديد، يشبه أجسادنا الحالية لكنه مختلف، هو جسد مصنوع للأبدية
لأَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ نُقِضَ بَيْتُ خَيْمَتِنَا الأَرْضِيُّ، فَلَنَا فِي السَّمَاوَاتِ بِنَاءٌ مِنَ اللهِ، بَيْتٌ غَيْرُ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، أَبَدِيٌّ. فَإِنَّنَا فِي هذِهِ أَيْضًا نَئِنُّ مُشْتَاقِينَ إِلَى أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا مَسْكَنَنَا الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ. وَإِنْ كُنَّا لاَبِسِينَ لاَ نُوجَدُ عُرَاةً. فَإِنَّنَا نَحْنُ الَّذِينَ فِي الْخَيْمَةِ نَئِنُّ مُثْقَلِينَ، إِذْ لَسْنَا نُرِيدُ أَنْ نَخْلَعَهَا بَلْ أَنْ نَلْبَسَ فَوْقَهَا، لِكَيْ يُبْتَلَعَ الْمَائِتُ مِنَ الْحَيَاةِ ٢ كورنثوس ٥: ١–٤
وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا.\” ٢ كورنثوس ٤: ١٦