مجد الله اخفاء الامر ومجد الملوك فحص الامر
الأمثال ٢:٢٥
يمكن أن تكون الأحلام رسائل تنبؤيه مصممة خصيصًا من الله، تشفر مفاتيح حياتنا. بعض الأحلام عبارة عن تحذيرات، والبعض الآخر يكون صرف لمشاعر داخلنا (التخلص من عواطفنا ومعالجتها). بعضها يساعدنا على فهم خطة الله لنا. ويمكن أن يكون البعض نتيجة لأكل الكثير من البيتزا :). أما بعضها يمكن أن يكون مصدرها وحي شيطاني. السؤال هو: أي من هذه تفسر أحلامنا؟ كيف نعرف؟
يضع الله في قلوبنا أحلامًا أكبر منا حتى نتكل عليه وعلى قوته لذا فعندما تنهار علينا جدراننا سيكون الله في انتظارنا ليرفعنا ويشددنا. يعرف الله الإمكانات التي وضعها داخل كل فرد، لذا فهو يخلق فينا حلماً يجعلنا نستهلك أفضل ما بداخلنا. يكشف الله لنا مشيئته، من خلال تجاوز أذهاننا الواعية والتحدث إلينا عندما تكون أذهاننا ثابتة ونفسنا اللاواعية والروح مستيقظة.
زافيناث بانيه، اسم يوسف الذي أطلقه عليه فرعون وهو إسم مصري بمعنى الله يتكلم، أو خالق الحياة. لا توجد شخصية في الكتاب المقدس تكشف بشكل أفضل عن الإمكانيات التي يضعها الله فينا والطريقة التي يعمل بها الله في حياتنا أكثر من شخصية يوسف، وكيف تحدث من خلال الأحلام مع خادمه.
لدى جميعنا أحلام تم سحقها أو تحطيمها فنبتعد عنها. يوسف مختلف. انظر إلى تطور رحلته وتأمل في حياتك وحلمك على ضوء تطور الأحداث في قصة يوسف:
يعطيه الله حلماً ويمنحه أباه رداءً خاصًا
· حلم ينقطع: بغضه اخوته بسبب غيرتهم منه وبسبب أحلامه وكلامه فباعوه.
· حلم يُستعاد: حظي يوسف برضى فوطيفار فجعله مشرفاً على بيته.
· حلم يُخطف: تشوه زوجة فوطيفار سمعته، يركض تاركًا معطفه الذي تم استخدامه لاحقًا ضده كدليل على اتهامات كاذبة.
· حلم يُسجن: يسجن يوسف مع أحلامه لتمسكه بقيمه.
· حلم يتحرر: كان الله مع يوسف فأنقذه من السجن عندما أعطى الله الفرعون حلماً لم يقدر تفسيره إلا يوسف فيجعله الفرعون مسؤولاً عن كل أرض مصر.
· حلم يُدفع ثمنه: ثمن المغفرة والمحبة: يبكي يوسف عندما يواجه إخوته بكل ما فعلوه به.
· حلم يتحقق: يكتمل الحلم بعد خمسين عامًا تقريبًا. يستخدم الله طرقه العجيبة لإبقاء شعبه حي في مصر من أجل تعزيز مملكته وذلك من خلال رجل لم يكن خائفًا من الذهاب في رحلة الحلم وهكذا أمة بأكملها تخلص.
كان يوسف شخصية رائعة، وحياته كانت صورة رمزية للمسيح. كان السيد المسيح الابن المحبوب. ترك كل شيء ليتبع حلم آباه في استعادة العلاقة مع أبنائه. لقد أهدى عن طيب خاطر رداءه الملكي مقابل آخر سُخر منه، رداء قرمزي رسموا عليه القرعة. حسده اخوته وتآمروا عليه وأسلموه ظلما ليقتل. لكنه ثابر وتنازل عن حياته، حتى الموت على الصليب، وثم تمجد بالقيامة من بين الأموات ليتحقق حلمه. الخبر السار هو أن الله لم تفاجئه الأحداث بل وأنه أعد خطة من أجل فدائنا في المسيح. فسقطت الدينونة المستحقة عن خطايانا على المسيح. “ولكن اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لنا، لأنَّهُ ونَحنُ بَعدُ خُطاةٌ ماتَ المَسيحُ لأجلِنا” (رو٥: ٨) “. السيد المسيح هو الحل الإلهي لمشكلتنا ولتحقيق أحلامنا.
هل أنت مستعد لحلم جديد؟ لفتح قلبك للسماح لله القدوس بزرع أحلامه فيك، بحيث يمكنك من خلال هذه الأحلام تحقيق كامل إمكاناتك، لتكون عمله الجميل، مخلوق لأعمال صالحة تسلكها إلى الأبد؟ لقد أعد الله لك طريقاً كي تعرفه.