[bc_video video_id=\”5137717708001\” account_id=\”1543588740001\” player_id=\”default\”]
كان لفانيسا كروسون علاقة خاصة مع أمها سو كوكس. لقد كانت علاقة وطيدة لأم بابنتها.
كنت أشعر بقبول شديد من ناحيتها، مهما فعلتُ من أخطاء أو سببتُ لها الإحباط. كانت دائمًا دافئة وتَقبَلني.
تأثرت فانيسا أكثر بإيمان أمها وأعطت حياتها للمسيح في سن العاشرة.
لقد كانت علاقتها بالله هي التي أثرت فيَّ وجعلتني أريد هذا الأمر. أردتُ تلك العلاقة اللصيقة التي كانت تتمتع بها.
لم تتخيل فانيسا الحياة أبدًا بدون أمها إلى أن أصبحت في المدرسة الثانوية وتتذكُر الوقت حين سمعت التشخيص لأول مرة: ميلانوما!
أصيبت بالميلانوما أي سرطان الجلد، كان منتشرًا في كل مكان. كانت الأورام تملأ القولون ورئتيها وكليتيها. كان عندها أورام داخلية في كل مكان.
قامت فانيسا وأبوها وأخوها كلهم بالصلاة وآمنوا أنَّ الله سيشفيها ولكن بعد عام ماتت أم فانيسا.
أتذكر حين خرج الطبيب وقال \”كل شيء انتهى\”.
دمرت الخسارة فانيسا!
كنتُ أحتاج لأمي، كانت من ألجأ إليه. وحين فقدتها، شعرتُ بأنني سُرِقت. حين فقدتُها فقدتُ صديقةً، فقدتُ نظام الدعم الخاص بي وشعرت على الفور أني وحيدة.
عندئذ شعرت بتحول في قلبي من الإيمان إلى الغضب. كنتُ غاضبة، كنتُ مجروحة. قلتُ إنِّ كل صلواتي لم تفلح، وكل إيماننا لم يفلح، فلماذا إذاً أقوم بذلك؟
وعندها بدأت أقول: حسناً! إنه لا يحبني، لأنه لو كان يحبني فلماذا سمح بحدوث ذلك؟ ثم تحول هذا إلى إنكار إيمان: من المؤكد أنه ليس موجودًا.
بعد أن ماتت أمها بفترة قصيرة تزوجت فانيسا وبدأت تعمل بالتمريض ولكنها لم تقوَ أبداً على تجاوز محنة فقدانها وكانت كثيرًا ما تحتاج أدوية مضادة للاكتئاب لتعينها على تحمل أعباء اليوم.
شعرتُ أني فارغة من الداخل، كنتُ أريد أيّ شيء يجعل الألم يذهب عني قليلاً. كنتُ أريد فقط بعض الراحة وأن أستيقظ دون أن أشعر بهذا، ولكني كنت أنام فأشعر بنفس الثقل إنْ لم يكن أكبر.
ثم بعد سنوات عديدة اكتشفت فانيسا أنها حامل.
شعرتُ أنَّ القطعة المفقودة في لغز حياتي سترجع مرة أخرى وأنَّ هذا سيملأ الفراغ الذي كنتُ أشعر به. سيجلب هذا رضا في قلبي لم أشعر به منذ أن كانت أمي حية.
لكن بدأت تظهر بعض البقع، وما كان من المفترض أن يكون مناسبة سعيدة تحول سريعًا إلى الخوف؛ الخوف من الفقدان مرة أخرى ولم أرد أن أمر بما مررتُ به من قبل.
تسللت كل مشاعر فقداني لأمي وخسارتها إلىّ في الخيالات، وحينها أدركتُ أنه من الممكن إنْ فقدتُ هذا الطفل. لم أقدر أن أتحمل هذا بمفردي.
انهرتُ وصليتُ لأول مرة منذ ست سنوات. أدركتُ عندئذ أني في حاجة إلى الله. قررتُ أن لا أهرب فيما بعد. أردتُ أن أصلي أكثر.. أردتُ أن أتكلم معه أكثر، وشعرتُ أني مسموعة لأول مرة منذ فترة طويلة وكان هذا إدراكًا كاملًا أنه موجود وأنه لم يتركني قط.
بينما اقتربت فانيسا من الله أكثر، شعرَت ببداية التخلص من الاكتئاب والوحدة.
كان أمرًا تدريجيًّا، لكنه كان كافيًا حتى أعرف أنه يغيرني. كان يشفي قلبي في أعماق مشاعري من أشياء لا يقدر الناس أن يروها.
تمتعت فانيسا بحمل سليم وأنجبت طفلها الأول واليوم لديها هي وزوجها ترينت ثلاثة أطفال. ولا تزال فانيسا تعمل في التمريض وتخبر الناس بقصة رجوعها للإيمان في كتابها \”بين أشجار الآس\”.
إنَّ لي فرح حقيقيّ.. أريد أن أعيش. وهذا الفراغ الذي كان عندي قديمًا قد امتلأ الآن بالضمان بأنَّ لي هدف في الحياة وأنَّ الله معي وأنه لم يتركني قط.
وجود الله في حياتي يعني أنه ثابت لا يتغير ولا يفشل. إنه لا ييأس منَّا حتى حين نيأس نحن منه!