تزوجنا أنا وتوني من ثلاثة عشر عاماً وبعد عام من زواجنا وُلدت ابنتنا بروك.‏ كنا نريد إنجاب أبناء كثيرين وحاولنا لسنوات عديدة إنجاب طفل آخر لكن لسبب ما لم نتمكن من ذلك.‏

في النهاية يئسنا جداً من المحاولات وقررنا أن نصبح مُربين لأولاد بحاجة لأهل.‏ تبنينا طفلنا الأول وبعدها ببضع سنوات تبنينا مراهقاً وهو ابننا ألكسندر.‏

تفأجانا جداً حين علمنا بحملي.‏ صلينا لعشر سنوات فكان طفلنا جدعون إستجابة عظيمة للصلاة.‏

تقريباً وقت عيد ميلاد جدعون الأول جلسنا لنأكل.‏ مال رأسه لجنبه وعندما حاولت أن أرفع رأسه صرخ.‏ تأكدنا أننا نحتاج أن نصطحبه لطبيب الأطفال الذي طلب منا الإسراع بزيارة مستشفى الأطفال.‏

ذهبنا متأكدين أنهم لن يجدوا شيئاً.‏ ولكن عاد الجراح بالأشعة المقطعية وقال: ابنكم يعاني ورماً بالمخ.‏

توقف العالم بالنسبة لنا.‏ أدخلوه فوراً لعناية الأطفال المركزة وكان القرار سريعاً جداً.‏ سيخضع لجراحة بالمخ فوراً.‏ اتصلنا بكل أصدقائنا وكنت أبكي وأنا أقول لهم: أحتاجكم أن تصلوا.‏

دخل غرفة العمليات لاستئصال الورم واستغرقت الجراحة تسع ساعات ونصف.‏

أن ترى ابنك بعمر السنة وكل ما يريده هو أن يلعب لكنه لا يقدر، يشعرك الأمر بعجز شديد.‏

بعد الجراحة مباشرة بدأ جسده يضعف بشدة.‏ أعطوه أدوية وكانت الدموع تسيل من عينيه.‏ انكسر قلبي فصليت: “يارب، أنا .‏.‏ نحن نحتاجك.‏ فأعطاني الرب أجمل رؤيا لملائكة وكانوا يحيطون بجدعون وقد استرد كل شعره وكان يضحك ويبتسم وكان هناك سلام تام.‏

 ومن تلك اللحظة علمت أنه أيا كانت النتيجة أن الرب سيعتني بطفلنا.‏

قضى جدعون ٣٠ يوماً يتماثل للشفاء في العناية المركزة.‏ أخذوا عينة من الورم واكتشفوا أنه كان ورماً سرطانياً في نخاع النسيج الليفي بالمخ.‏

كيف يمكنك حتى أن تتخيل أن ابنك يعاني من السرطان؟ والسؤال الذي جال بخاطري هو: يارب، لماذا باركتنا بهذا الطفل ثم ستأخذه منا؟ هل أخطأنا بهذه البشاعة؟

لكننا كنا محاطين بعائلاتنا وأصدقائنا والكنيسة ومنحونا دعماً وإيماناً مستمراً.‏ في ذلك الوقت قلت: سنصلي أن يستخدم الله هذا الموقف ليحقق شيئاً.‏ هذه ليست النهاية بل ستكون البداية .‏

في محاولة للتكيف، أنشأنا صفحة على الفيسبوك: “صلوات من أجل جدعون” وكنا ننشر فيها أخبار جدعون وطلبات صلاة من أجله.‏

بعد ٣٠ يوم من وجوده في العناية المركزة تحسنت حالة جدعون وبدأ العلاج الكيماوي.‏

كثير من المعالجات الكيماوية تعتمد على عدد كرات الدم البيضاء، وفي إحدى المرات أُخذ جدعون لعمل تحاليل وكان عدد الكرات البيضاء صفراً.‏ لكي يخرج من المستشفى كان يجب أن يكون عدد الكرات البيضاء ٥٠٠ وقالوا: توقعوا أن يبقى في المستشفى لأربعة أو خمسة أيام حتى يصل العدد لـ ٥٠٠.‏

التمسنا من الجميع الصلاة وكان هناك حرفياً الآلاف يصلون من أجل ارتفاع عدد الكرات للرقم الذي يسمح باستكمال العلاج واستجاب الرب للصلوات.‏ ارتفع العد من صفر لـ ٧٠٠٠ في أقل من ثمان ساعات.‏ أعادوا التحاليل ثلاث مرات .‏.‏ لم يتمكن أحد من تفسير ما يحدث.‏

بدأ الله يشفي طفلنا وأكمل جدعون ٦ شهور بالعلاج الكيماوي وكان آخر يوم للعلاج قبل عيد الشكر بيوم واحد.‏ كان توقيت الرب المثالي وكان لدينا الكثير جداً لنشكر الرب لأجله.‏

وقبل أن يخضع جدعون لأشعة رنين، اتصلت بأصدقاء من الكنيسة وطلبت أن يأتوا لأن معجزة كانت على وشك الحدوث والرب سيشفي جدعون.‏

خضع طفلنا لأربع ساعات من أشعة الرنين المغناطيسي وأتى طبيب الأورام وقال لا أثر للمرض.‏ لا يوجد سرطان في جسد جدعون.‏

كانت أفضل كلمات يمكن سماعها.‏ كان هذا بقرب عيد الميلاد، أفضل هدية على الإطلاق.‏ ابتهجنا وسبحنا

 نتوقف الآن ونستمع لغناء الطيور ونتأمل الورود.‏ لقد علَّمنا الرب الكثير عن الحياة وكيف نستمتع بكل لحظة فيها.‏

هذه قصة طفل صغير عانى أحد أبشع الأمراض على الإطلاق لكن الله باركه وأنقذه.‏ لم يكن هذا طريقاً كنا سنختاره.‏.‏.‏ لكن الله كان دائماً معنا ولم يتركنا مطلقاً.‏

أتمنى أن يرى الناس قصة جدعون ويروا الرجاء.‏ أن يثقوا في الرب ربما لأول مرة.‏  وأقول كثيرا إنه إذا خلُص شخص واحد بسبب قصة إصابة جدعون بالسرطان، لاخترنا أن نمر بهذه التجربة مرة أخرى.‏ لقد علَّمنا الرب أن بإمكانه استخدام شخصاً صغيراً ليصنع تأثيراً كبيراً في العالم.‏

Recent Posts
Call Now Buttonاتصل الآن