أناس يبدون ممسوسين يصيحون ويصرخون وهم يرقصون ويعبرون في النار ثم يمشون نحوك ويمسون رأسك قائلين: “انت مختارة من الآلهة والأجداد وسيظهرون لك في صورة وحش.‏‏ انتظري الأسد.‏‏.‏‏.‏‏ انتظري الثعبان.‏‏”

نشأت جاهان بيرنز في عاصمة أوغندا وتتذكر بوضوح السحرة وطقوسهم والصور التي طاردتها في أحلامها.‏‏

كنت أستيقظ فزعة لاهثة.‏‏ فقد حلمت أن أسداً هاجمني وانتشبت مخالبه في كل جسدي.‏‏ كنت عندئذ أستيقظ وأشعر بألم حقيقي.‏‏

كانت في السابعة من عمرها حين قُتل والدها في كمين عندما كان ضابطاً برتبة عالية في جيش إدي أمين.‏‏

كانت الخسارة فادحة وازدادت الكوابيس سوءاً.‏‏ كنت أستيقظ متعرقة وفي بعض الأحيان صارخة إذ كنت أرى جثة والدي.‏‏ لقد فقد العالم معناة بالنسبة لي عندما فقدت والدي.‏‏ مات جزء مني معه.‏‏

صلت لأجدادها واستشارت الساحر الذي قال لها أنه عندها مرشد روحي يرافقها طول الوقت وخاصة ليلاً.‏‏

كنت أحياناً أشعر بأصابع باردة تلمس عنقي من الخلف ودائماً ما كنت أشعر أن أحدهم ينام في فراشي.‏‏

دامت الليالي المزعجة لخمس سنوات بعد ذلك ولما بلغت الثانية عشرة من عمرها بدأت تتلو الصلوات بتدين شديد ولكنها لم تحصل على أية استجابة.‏‏

في السنة التالية، ألحقتها أمها بمنحة بمدرسة داخلية في جايازا بأوغندا وكان مرسلون بريطانيون يديرون المدرسة.‏‏

لم أتأقلم هناك على الإطلاق، بل ازدادت الكوابيس.‏‏ أيضاً كانت أول مرة أكون مع طلبة مؤمنين مسيحيين.‏‏ كرهتهم من كل قلبي لأنني لم أفهم أبداً سبب سعادتهم ولم يكن لدي نفس الفرح.‏‏ شعرت أنني على وشك الانفجار، كنت غاضبة وكارهة لهم جميعاً.‏‏ ورغم كل هذا، عاملتني الفتيات بطيبة.‏‏

وذات يوم، أخبرت إحدى الفتيات جاهان بحلم رأته.‏‏ قالت: ظهر لي الروح القدس الليلة الماضية وقال: “جاهان ستخلص.‏‏”

جن جنوني وصحت بها: “أنا أكرهك.‏‏” كانت الطاولة بيننا مصنوعة من الحجر وعندما انحنت لتلتقط قلمها الذي سقط على الأرض، دفعت الطاولة تجاهها فسقطت الطاولة على عنقها.‏‏

وبالرغم من عدم خطورة إصابتها، إلا أن الفتاة كانت بحاجة إلى وقت للتعافي.‏‏ وعندما عادت للفصل بعد أيام توقعت جاهان أن تنتقم الفتاة لكن بدلاً من ذلك سامحتها.‏‏

تأثرت كثيراً.‏‏ لقد منحتني رحمة لا أستحقها.‏‏ تركت المكان لكن انكسر شيء بداخلي بسبب طيبتها.‏‏

بعد أيام قليلة، أخبرت زميلة أخرى جاهان أن والدها هي الأخرى قد توفي وأعطتها كتاباً مقدساً وأخبرتها بما كانت تفعله حين كانت تخاف.‏‏

“خذي الكتاب المقدس معكِ حين تنامين.‏‏ وحين تشعرين بالخوف، احتضنيه وسيطرد الخوف.‏‏”

عندما عاودتها الكوابيس تلك الليلة فتحت جاهان الكتاب ووجدت مزمور ٩١ “لا تخشَى من خوف الليل ولا تدنو ضربة منك لأنه يوصي ملائكته بك.‏‏ على الأسد والثعبان تدوس.‏‏” ظلت مستيقظة طوال الليل تقرأ.‏‏

قلت: يارب، إن أبعدت الظلام وحررتني، سأخدمك لبقية حياتي.‏‏ ثم أخذت أبكي.‏‏ عندما توقفت الدموع أخيراً، شعرت بالطهر والنقاء وكلما قرأت الكتاب المقدس، شعرت بأنني أحب يسوع أكثر فأكثر.‏‏ قلت: يا يسوع، تعالَ لقلبي.‏‏ بدَّل يسوع أحلامي المزعجة بأحلام مريحة.‏‏

هاجرت جاهان إلى الولايات المتحدة عام ٢٠٠٤ حيث تخرجت من كلية الحقوق وتزوجت وها هي اليوم لا تعاني مشاكل في النوم.‏‏ لكن هذه الزوجة وأم الطفلين والمحامية والعضوة النشيطة في الكنيسة والمتطوعة، مشكلتها هي عدم الحصول على النوم الكافي.‏‏

جاء الله وأصبح أبي بدلاً من والدي الذي فقدته.‏‏ كاد الحال أن ينتهي بي في مصحة عقلية إن لم ينقذني يسوع.‏‏ لكنه شفاني وأطلقني حرة ورد نفسي.‏‏ لديَّ حياة جيدة بسبب يسوع وهو قادر أن يفعل نفس الشيء مع أي شخص.‏‏

Recent Posts
Call Now Buttonاتصل الآن